Saturday 21 September 2013

متأثرين

من طفولتنا و هم يعلموننا ، ربما ليس تعليما بل يأمروننا ، تبدأ معلمتك سريعا بتعليم أرائها ، بزرع هذه الأراء في ذهننا و كأنها معلومة علمية لا سبيل للشك فيها ، نكبر عادة و نحن متأكدين من هذا الشيء أوذاك و نعاقب من يشكك و نعتبره خارجا عن الطبيعي و أنه شخص شاذ و يتبع طريق الضلال
أنا كنتُ كذلك و لا زلت و لكن ليس في كل شيء ، لا زلتُ أحاول أن أخرج عن هذه الإعتقادات لتكوين معتقاداتي الخاصة
تشتهر جملة في بيئتي و هي "احني أحسن منهم لأننا مسلمون" لا أدري من قال أننا أفضل و لا على أي أساس نحن أفضل ، كوننا مسلمين 
جمل تصيبني بالإحباط و لكنها جمل كنت مؤمنة بها ،  فهذا ما كنت أسمعه دائما من الجميع ، من معلمتي و من جيراني و صديقاتي حتى أصبحت كعنوان لي و لحياتي
جملة لا زلت أسمعها كثيرا حتى يومي هذا و لا أعبر عن رفضها علنا على الإطلاق ، و لكنني أرفضها ، فهي تعطيك شعورا بالفخر و الغرور رغم أنك فاشل و لكنك تشعر بالتفوق فقط لكون دينك الإسلام و هو ما معظمنا جاءه بالوراثة
ماذا لو كنت مسلما ؟! لماذا يجدر بذلك أن يشعرك بالفخر ، هل ستدخل الجنة فقط لكونك مسلما ، بالتأكيد لا فلا أحد يعلم مصير أي منا ، هل أنت أفضل لأنك تؤمن بالله ، ولكن العديدين من الديانات الأخرى يؤمنون بالله 
لا يوجد ما يدعوك للفخر لكونك عربي أو مسلم أو حتى إنسان إلا تصرفاتك ، نحن لسنا أفضل منهم و لسنا أسوء منهم ، أنا كشخص و أنت كشخص أفضل من البعض و أسوء من البعض الأخر
اعتقادات متوارثة عندنا ربما منذ زمن طويل ، يتم تناقلها بين الجميع و كأنها أمور غير قابلة للشك ، لا زلت أملك الكثير من هذه المعتقدات بداخلي و التي تحتاج جميعها إلى مسح و إعادة النظر فيها ، نحتاج جميعا لذلك ، لأننا سواء اعترفنا بذلك أو لم نعترف فإننا متأثرين بهذا المجتمع و بكل معتقداته

Wednesday 11 September 2013

الطفلة اللاشيء كوحش

"لم أسمع ذلك ، لم أسمع ذلك " 
هكذا تردد طفلة جالسة على الدرج المؤدي إلى السطح و عيناها غارقتان بالدموع
"لست كذلك ، لست كذلك "
تردد هاتين الجملتين بصوت مخنوق و دموع تغطي وجهها
لم تتوقف عن البكاء منذ ساعة ، الأن تفكر ينبغي لي العودة للمنزل لقد تأخرت، و لكنها تدرك أنها لا يمكن أن تعود يهذا الوضع
"لابد أن أتوقف عن البكاء ، سأتوقف الأن !"
تنزل مسرعة من الدرج بعد أن مسحت دموعها ، مائة و تسعون درجة تعدّها
واحد ، اثنين ،ثلاثة ، أربعة ... "حتى وصلت للأسفل و خرجت إلى الشارع
تسرع لتشتري ماءا فلابد لها أن تغسل وجهها 
تتمشى في الشارع قليلا و هي تحبس دموعها
جملة تتردد في رأسها مرارا و تكرارا "أنا لا شيء، أنا لا شيء" تمشي و لكنها ليست موجودة في هذه اللحظة هي لا أحد و لا شيء

أيجدر بطفلة أن تفكر حتى بأنها لا شيء ؟! طفلة في الثامنة من العمر تقول أنها لا شيء" ، تتساءل هذه الطفلة  بعد أن توقفت أن تكون- طفلة ، بعد أن مضى عشر سنوات على لحظة دمرتها و جعلتها على ما هي عليه
تلك الطفلة بكت كثيرا بسببك هكذا فكرت عندما قابلتها مجددا ، تلك المرأة التي جعلتها تبكي في الظلمة ، جعلتها وحيدة 
تلك الطفلة تدرك معنى اللاشيء ، معنى أن تتوقف طفولتك في لحظة ، معنى أن تفترسك الوحوش و تسرق براءتك 

تلك الطفلة عادت إلى منزلها و هي تكره نفسها و ما هي عليه ، كل ما فيها خطأ هكذا تفكر ، وجودها كان خطأ
تلك الطفلة اللاشيء تم رميها في القمامة لكسب حضوة الأخرين 

"ها هي تقف اليوم أمام وحوشها و كوحش هي أيضا ستدمر ما أمامها ، "سأدمر كل شيء" تُردد "إلا الطفولة
إلا الطفولة