Wednesday 10 April 2013

النهاية

لقد قتلها الزمن كما لم يقتلها أي شيء أخر و أي أحد أخر
عاشت على أمل أن تعيش يوما و لكنها انتظرت كثيرا و بقيت تنتظر 
بقيت على أمل أن يتغير حظها السيء و أن تتوقف المصائب عن الوقوع على رأسها

اليوم هي عجوز هرمة جالسة على كرسي مهترئ في بيت لا يستحق أن يطلق عليه لقب بيت تمسك ورقة تكتب فيها رسالة ، انها أخر رسالة تكتبها ، تكتبها بتركيز ،تفكر بكل كلمة تريد قولها و لم تستطع ، و لكنها تدرك أنه توجد الكثير من الكلمات لذلك تلغي تلك الفكرة من رأسها
تجلس فترة و تحاول التفكير فيما ستكتبه و لكنها في كل مرة تجد ما يمنعها من كتابة تلك الخاطرة
تقف بصعوبة ، تريد الاستماع للموسيقى ، لطالما أحبت الموسيقى ، فهي تشعرها بالراحة و السكينة ، تتجه ناحية المطبخ الخالي من الطعام و تقرر شرب كأس نبيذ لتستمتع به قبل موتها ، لطالما استمتعت بالأشياء البسيطة كالموسيقى و الكتب و  النبيذ رغم شخصيتها المعقدة 
تتجه مجددا نحو ذلك الكرسي المهترئ بعد أن تأخذ كتابا قررت أن تكمله قبل أن تموت 
تجلس على ذلك الكرسي بهدوء ، تقرأ الكتاب و بين حين و أخر تشرب قليل من النبيذ و تستمع للموسيقى 

يعلو صوت الموسيقى ليلا ، فيشكوا الجيران من ذلك الصوت ، أتت جارتها تطلب منها إخفاض صوت الموسيقى و لكنها لا ترد ، فتشكوها جارتها للمسؤول عن العمارة ، فيأتي ذلك الرجل الكريه يطرق بابها و بدون إجابة
يقرر أخيرا أن يكسر بابها ليدخل منزلها بمساندة من جارتها 
يدخل المنزل فيتفاجأ بالمرأة نائمة على كرسي ممسكة بكتاب كبير و كأس مكسورة على الأرض يخرج منها سائل أحمر
تحاول الجارة إيقاظها و لكن دون فائدة 
" تصرخ جارتها أخيرا " لقد ماتت 
يستغل الرجل تلك الفرصة ليبحث في أرجاء منزلها عن كل ما هو ثمين و لكنه لا يجد سوى مكتبة مليئة بالكتب فيغضب و يخرج
سمع الجيران صراخ المرأة و أدركوا أن جارتهم الغامضة ماتت 
أتت شابة غريبة و قبّلت المرأة الميتة على جبهتها و اهتمت بأمور جنازتها و أخذت تلك المكتبة المليئة بالكتب و اختفت 
ولا يبقى من هذه المرأة سوى تلك الشقة البائسة و مجموعة كتب اختفت 

و

No comments:

Post a Comment