في لقاء ملالا يوسف مع جون ستيوارت في أحد
البرامج الأمريكية ، سألها جون ستيوارت عن ردّة فعلها عندما علِمت أن طالبان
يريدون قتلها !
تساءلت ملالا بعدما علمت أن طالبان يريدون قتلها عمّا ستفعله لو
جاء أحدهم ليقتلها ، في البداية قالت أنها ستأخذ حذاءها و ترميه عليه ، ولكن كما
تقول ملالا حينها فكرت أنها إن فعلت ذلك فلن يكون هناك فرق بينها و بين طالبان و
أنها لا يجب أن تعامل الأخرين بخشونة و وحشية و أنها لابد أن تقاتل الأخرين و لكن
بسلام ، ثم ستحدثه عن أهمية التعليم و أنها تريد التعليم للجميع ثم ستقول له افعل
ما تريد ..
هذا باختصار ما قالته ملالا ، ردّة فعلي
الأولى كانت الإنبهار كما هي ردّة فعل جون ستيوارت و العديدون ، انبهار مترافق مع
إعجاب و تقدير كبير لهذه الإجابة ، و لكن سرعان ما تغير رأيي
أنا لا زلتُ معجبة و منبهرة بالإجابة لأن
ملالا فكرت يوما في التعامل هكذا مع شخص قادم لقتلها ، و لكن هذا الإعجاب لم يعد
كبيرا كما كان ، تبدو إجابتها كأحد فصول رواية رومانسية رديئة ، لا يمكن على
الإطلاق أن تُصدق و لا أن تُنفذ على الواقع ، إذا جاء طالبان لقتلها لن يمنحوها
حتى الوقت لإلتقاط حذائها و رميه عليهم فكيف بأن يسمحوا لها بالتكلم معهم
السلام الذي تتحدث عنه ملالا غير موجود ،
السلام سيكون موجودا عندما يتوقف أحدهم عن مهاجمة الأخر فقط لأنه مختلف ، ملالا
مختلفة لهذا هاجمها طالبان ، السلام هو أن لا تهاجم أحد أخر لا أن تتوقف عن الدفاع
عن نفسك
ما غفلت عنه ملالا أنها ليست مثلهم إذا رمتهم
بالحذاء و هربت ، فهذا دفاع عن النفس و هذا ليس خرقا لأي سلام ، خصوصا ذلك السلام
الغير الموجود
أنا لو كنتُ مكانها كنتُ لأرميهم بكل شيء
يمكنني رميهم به ، كنتُ لأقتل أحدهم لأعيش ، و لم أكن لأرضى أن أموت دون قتال على
يد إرهابي و قاتل ، و لكنني لست مكانها فهي تلك المراهقة التي وقفت ضد طالبان ،
ذلك التنظيم الإرهابي المتشدد الذي يقتل الناس و يحرمهم من أبسط حقوقهم ، لكن كل
هذا لا يجعل إجابتها منطقية و لا سليمة يجعلها فحسب إجابة محاطة بقدر من الزهو و
الجمال ، كالنهاية السعيدة في إحدى الروايات
أراهن أن الجميع تخيل أن هذا الرجل سيستمع
إلى ملالا و سيقتنع بكلامها و سيحميها ، أمر يدفعني للإبتسام أن يتخيل الناس هذه
النهايات السعيدة رغم كل البؤس حولهم ، إجابة ملالا هي النهاية السعيدة لقصة
سندريلا و بقائها سعيدة للأبد مع أميرها الفاتن\
وهم السعادة الأبدية و السلام الدائم و
انتصار الإنسانية و المثالية البشرية يتمثل في إجابة ملالا الجميلة ، و يا لها من إجابة ..
No comments:
Post a Comment