Wednesday 11 September 2013

الطفلة اللاشيء كوحش

"لم أسمع ذلك ، لم أسمع ذلك " 
هكذا تردد طفلة جالسة على الدرج المؤدي إلى السطح و عيناها غارقتان بالدموع
"لست كذلك ، لست كذلك "
تردد هاتين الجملتين بصوت مخنوق و دموع تغطي وجهها
لم تتوقف عن البكاء منذ ساعة ، الأن تفكر ينبغي لي العودة للمنزل لقد تأخرت، و لكنها تدرك أنها لا يمكن أن تعود يهذا الوضع
"لابد أن أتوقف عن البكاء ، سأتوقف الأن !"
تنزل مسرعة من الدرج بعد أن مسحت دموعها ، مائة و تسعون درجة تعدّها
واحد ، اثنين ،ثلاثة ، أربعة ... "حتى وصلت للأسفل و خرجت إلى الشارع
تسرع لتشتري ماءا فلابد لها أن تغسل وجهها 
تتمشى في الشارع قليلا و هي تحبس دموعها
جملة تتردد في رأسها مرارا و تكرارا "أنا لا شيء، أنا لا شيء" تمشي و لكنها ليست موجودة في هذه اللحظة هي لا أحد و لا شيء

أيجدر بطفلة أن تفكر حتى بأنها لا شيء ؟! طفلة في الثامنة من العمر تقول أنها لا شيء" ، تتساءل هذه الطفلة  بعد أن توقفت أن تكون- طفلة ، بعد أن مضى عشر سنوات على لحظة دمرتها و جعلتها على ما هي عليه
تلك الطفلة بكت كثيرا بسببك هكذا فكرت عندما قابلتها مجددا ، تلك المرأة التي جعلتها تبكي في الظلمة ، جعلتها وحيدة 
تلك الطفلة تدرك معنى اللاشيء ، معنى أن تتوقف طفولتك في لحظة ، معنى أن تفترسك الوحوش و تسرق براءتك 

تلك الطفلة عادت إلى منزلها و هي تكره نفسها و ما هي عليه ، كل ما فيها خطأ هكذا تفكر ، وجودها كان خطأ
تلك الطفلة اللاشيء تم رميها في القمامة لكسب حضوة الأخرين 

"ها هي تقف اليوم أمام وحوشها و كوحش هي أيضا ستدمر ما أمامها ، "سأدمر كل شيء" تُردد "إلا الطفولة
إلا الطفولة

1 comment:

  1. احيانا بتحطم الطفولة من غير ماتلاحظ هي ايضا عالقة في تلك الدائرة المغلقة

    ReplyDelete