Monday 21 October 2013

وجهة نظر : القناعة كنز لا يفنى

يًقال أن القناعة كنز لا يفنى ، لا أعلم من قال هذه المقولة أو أصولها و ليس لديّ فضول لأعلم
كانت العديد من النصائح الموجهة لي تتمثل في هذه الجملة ، بعضهم يحب التكثير من الكلام و لكنه ينتهي بقول هذه الجملة ، و أخرون يقولونها من البداية
في البداية لم أكن أناقش ، فهذه جملة كغيرها من الإقتباسات الشائعة فيها قدر من القداسة الذي عادة ما يوجهها الناس على أي شيء فيه أثر للحكمة
بعد فترة تتكرر الجملة ، و يبدو أنني فشلت في تنفيذها و لكن بالتأكيد دون قصد ، لكن القناعة لم تكن يوما من خصالي و لن تكون
ليس غرورا و لا أنانية _رغم أن أحد خصالي الأنانية_ و لا شيء أخر مشابه لذلك و لكنني ببساطة أرى القناعة كوحش يجب محاربته بدل تقبله كشعور دافع للراحة
عادة عندما يتعالج أي شخص نفسيا من أي مرض عليه أن يخرج من منطقة راحته و يتكلم عمّا يزعجه و يعالجه ، أي أنه بدل الجلوس مختبئا في الظلام عليه أن ينهض و يواجه ضوء النهار المزعج الذي سينهك عينيه بعد كل ذلك الظلام ، و هكذا أرى القناعة كمنطقة الراحة الخاصة بأي إنسان ، و لهذا هو سهل للغاية أن تقول هذه الجملة و تفتخر بأنك قانع بما لديك

هي أحد الجمل التي عادة ما يقتبسها الناس ، و لكن ما يغفل عنه حافظوا هذه الجمل و الذين لم يتكبدوا عناء التفكير فيها قبل تكرارها أن كل هذه الجمل ذات منظور نسبي للشيء ، و أنها أيضا لا تعبر سوى عن رأي شخص واحد قائلها أو كاتبها ، و مهما كان هذا الشخص متعلما و مثقفا فلا أظن أن رأي أحد مقدس عن رأي شخص أخر

رأيي في هذه الجملة نسبي أيضا ، فأنا لا أحاربها و لا أساندها ، بل هي جملة أستخدمها في أحد أيامي التي أتكاسل فيها لأزداد تكاسلا و أستخدمها أحيانا لأرضى بأنني غير موهوبة أو غير قادرة على هذا الشيء أو ذاك ، مثل ما أستخدمها لإدراكي أنني غير قادرة على مهنة التعليم ، فمهما حاولت إقناع نفسي بغير ذلك إلا أن قناعتي أنني غير قادرة على الشرح جيدا تجعلني أقف عندها و لا أفكر في تعليم أحد
أنا استخدمت القناعة بطريقتي و أخرون استخدموها بطرق أخرى لهذا أفضل ألا أكرر هذه الجملة المقتبسة ، بل إنني أفضل ألا أردد العديد من الجمل المقتبسة و إن أردت يوما اقتباس شيء فسيكون شرحا و ليس رأي شخص يحتمل الصحة  أو الخطا ، و لكن هنا مشكلة في حد ذاتها فالرأي لا يحتمل الصحة أو الخطأ معظم الوقت ، بل هو رأي فحسب لا يمكن وضعه في خانة معينة غير خانة الرأي التي تعبر عن أفكار صاحبها و ما توصل له عقله

يمكنني غدا أن أستخدم هذه الجملة على نفسي و لكن أظن أن تأثيرها عليّ أثبت فشله ، ربما أستخدمهاعلى غيري ، فالجملة لها معنين ، المعنى الأول يخاطب العقل بأن يقول له "ارضى بما تملك و ما أنت عليه فأنت حالك أفضل من العديد و تملك منزلا و أكلا و شرابا" هذا المعنى الذي أرفضه ، صحيح أنك تملك كل شيء و ما تحتاجه و لكن ماذا عن إمكانياتك ؟ 
معظمنا لديه إمكانيات لعيش حياة أفضل و صنع شيء أكبر من نفسه و لكن هذه الجملة دائما ما تعيقه

أما الثاني فهو كما ذكرت سابقا عبارة عن نظرة موضوعية لنفسك بأن تدرك أنك إنسان لا يمكنك أن تملك كل شيء ، ولست موهوبا بكل شيء و أن قدراتك أكبر مما تعتقد و لكن ليس في كل مجال فحسب و هما يأتي دورك لإكتشافها

ليست قضية تنمية بشرية و كل السابق مجرد رأي لي ، كما هذه الجملة رأي صاحبها الذي قد يكون مزارعا لديه موهبة الغناء و لكنه ظلّ مزارعا و استخدم هذه الجملة ليقنع نفسه بخياره
أو محكوما بالسجن فرّ زملاؤه من السجن و هو رفض الهرب ، نجح زملاؤه و هو بقي يواسي نفسه بهذه الجملة



No comments:

Post a Comment