"أمي لقد دُفنتي هنا ، في
مكان ما في هذه الأرض هكذا قال لي أبي ، و لكن يا أمي أنا لم أجد قبرك ، قبرك غير
موجود فلا يوجد هنا إلا أرض قاحلة"
هكذا يقول وليد و عيناه تدمع و لكن ليس حزنا
بل هي ذرات الغبار تدخل عيناه
وليد لا يذكر عن أمه سوى القليل ، و هي الذكريات
الجميلة الوحيدة في حياته
وليد عاش مع أب مدمن كان يضربه كل يوم و مع
أخت زوّجها والدها وهي تكاد تبلغ الثالثة عشرة و التي توفيت قبل 3 سنوات ، والد
وليد فعل ما يمكنه لكيّ يعذبه ، وليد أيضا مدمن ، ربما ينطبق عليه المثل القائل "ذاك
الشبل من ذاك الأسد"
"أنا ضحية والدي ، ذلك الحقير لقد دمّر
حياتي" هذا ما يقوله وليد دائما و لكنه قبل زمن كان يقول " أمي البائسة
لقد تركتني بمفردي مع هذا الحقير و لم تهتم بنا ، أنا أكرهها"
و ليد المدمن البائس الوحيد ضرب والده ذلك
اليوم ، و أشعره ذلك بشعور رائع و كان فخورا بذلك و كما يقول " أخيرا انتقمت
منه"
وليد اليوم هو ثائر بطل ، خرج في أحد الأيام
و أصبح زعيما لمنطقة
و لكن اليوم هو يبحث عن قبر أمه المجهول ،
فأمه حتى وقت قريب كانت أكثر ما يكره في هذه الحياة و لكن اليوم هو مليء بالشفقة ،
تجاه نفسه و تجاه أمه و أخته
وليد يخرج من هذه الأرض و يعد نفسه أن يتغير
و سيقوم بمساعدة الناس
تأتي سيارة مسرعة و تصطدم بوليد ، يسقط وليد
مرتميا على الأرض جثةً هامدة
أتى التغيير متأخرا لوليد ، أو ربما هذه
الأرض لا تقبل النادمين و لا تبحث إلا عن المجرمين
No comments:
Post a Comment