Tuesday 8 October 2013

حلقة من الدمار

يُقدر للضحية أن تصبح جلّادا ، هكذا هي الدنيا تحولنا من ضحايا لجلّادين و لكننا نبقى محتفظين بمظهر الضحية ، ربما هو شيء لا يمكن التخلي عنه ، وربما من كان ضحية يوما سيبقى ضحية دائما في نظر نفسه مهما فعل
ربما هي حلقة الجلّاد و الضحية ، فأنت حتى مرحلة ما من عمرك تكون إنسانا لست بضحية أو جلاد ، ثم في مرحلة أخرى تصبح ضحية و بعدها تصبح جلّادا بمظهر الضحية
أسوء ما يمكن أن تفعله تجاه نفسك هو الشعور بالشفقة ، فأنت لست بضحية و مهما حدث لست ضحية ، أنت لست مَدعاة للشفقة أيضا أنت ببساطة تعرضت لموقف سيء لا غير ، و فقط لأنك تعرضت للسوء لا يعني أنك مخول لفعله
هذا ما يحدث في مجتمعي ، فنحن على نحو ما ضحية ، و لكننا جلّادون أكثر منه ضحايا و لكننا لا زلنا غير قادرين على الإعتراف أننا ببساطة فشلنا في الإستمرار و توقفنا عند نقطة الضحية و احتفظنا بغضبنا لنصبح جلّادين
كان هذا ما جرى مع القذافي و هذا ما يجري مع مصراتة و هذا ما يجري مع معظم الليبيين ، هذا ما جرى مع اليهود بعد ما فعله بهم هتلر و هذا ما جرى مع أمريكا بعد  الحادي عشر من سبتمبر

ربما الأمر يحتاج إلى نضج لندرك أننا لم نعد ضحايا ، ربما نحتاج لنقف عند اللحظة التي تنتهي فيها إنسانيتنا
و لكن في المرة القادمة قبل أن تجعل غضبك يوجهك تخيل ، تخيل فقط ملايين الأشخصا مثلك يوجههم شعور كشعورك ، رغبة الدمار لكل من حولهم ، عدم مراعاة غيرهم ، مقتنعين أنهم ضحايا و أنه تم سلب حقوقهم و تخيل أن الحلقة ستبدأ من جديد مع أشخاص جدد ، ثم تخيل مجتمعا كاملا تقوده هذه الحلقة ، و سيكون هذا هو المجتمع الليبي

إنه ببساطة مجتمع الدمار الذاتي


No comments:

Post a Comment