Tuesday 29 October 2013

من الطفولة : ما ظلّ سرا

كانت معلمة الإنجليزي لصف التاسع و كان اسمها سعاد
اسم سعاد ارتبط كثيرا بحياتها و سيرتبط للأبد و الأكيد أن لا علاقة لهذه المعلمة بهذا الإرتباط
استرحتْ لهذه المعلمة الجديدة في السنة المصيرية "سنة الشهادة" و أُعجبت بها فهي كانت معلمة إنجليزي جيدة رغم كل شيء و من القلة الجيدين
مرّت الأيام و هي تدرس في ظل هذه المعلمة التي أثبتت جدارتها في التعليم و في نفس الوقت غرورها و نرجسيتها التي لا أحد يعرف مصدرها
كانت المدرسة التي تدرس فيها هذه الفتاة مختلطة على غير العادة في مدارس بلدها ، و لكن على غير العادة أيضا كان يوجد 4 أو 5 طالبات إناث في كل فصل  من أصل 20 طالبا أو أكثر في الفصل
لم يُمثل هذا مشكلة لا للمعلمات و لا الطلبة و لم يكن ساريا في ذاك الوقت فكرة الإختلاط في ذهونهم على الإطلاق
سرعان ما تغيرت تصرفات المعلمة مع أول امتحان فأحبت المتفوقين و كرهت الراسبين ، استمر هذا طول الفترة الأولى التي ترافق معها كره العديد من الذكور للمعلمة و خصوصا الذين رسبوا فيما سبق و هذه السنة الثانية أو الثالثة لهم في نفس المرحلة
أتي الإمتحان النهائي و تصاعدت معه وتيرة التوتر الذي سرعان ما تحول لمضابقات يتبادلها الطرفين أو كما نقول بالشعبي "تلقيح" ثم أتت العطلة
بعد العطلة و عودتنا للمدارس تم توزيع بطاقات دراجاتنا التي نجح و رسب فيها العديدون و كان معظم الراسبين في الإنجليزي 

و كرَدِّ فعلٍ على الرسوب قام أحد الطلبة ذات يوم برمي ورقة على ظهر المعلمة أثناء كتابتها الدرس ، فالتفتت لتبدأ بالشتم كلمات كانت شائعة "حمار ، كلب ..." ثم فجأة و من دون إنذار طلبت من جميع الإناث الخروج من الفصل و اللواتي كنّ 4 فحسب
خرجت الطالبة مع زميلاتها و وقفن أمام باب الفصل ريثما تنهي المعلمة حديثها و الذي اختارت أن توجهه للذكور فقط
الفضول كهاجس بشري سيطر في هذه اللحظة على ذهن الطالبة التي سرعان ما أرادت أن تعرف ما تقوله المعلمة للطلبة فحسب و التي كونت العديد من النظريات كان أكثرها إقناعا أنها ستقول كلاما للذكور لا ينبغي أن تسمعه أنثى ، شتما من نوع أخر لم يكن شائعا
قضت المعلمة الكثير من الوقت مع الذكور حتى انتهت الحصة و رنّ الجرس ، خرجت المعلمة و لم تتبين الفتاة ملامح وجهها و لكنها سرعان ما رأت ملامح الذكور في الفصل ، ملامح مصدومة و وجوه مُصفرة من الجميع ، ثم سرعان ما بدأ أحد الذكور بالضحك على االمعلمة و التعليق
لم تتبين الفتاة ما قالته أو فعلته المعلمة ذاك اليوم و رغم فضولها الشديد إلا أنها قررت ألا تسأل
حدث موقف أخر مع المعلمة هذه ، فبينما كان أحد الطلبة يضايقها بالكلمات التي لم يوجهها الطلبة إلا لهذه المعلمة ، سألته فجأة : أين تسكن ؟
أجابها الطالب أ،ه يسكن في زاوية الدهماني
فكان رد المعلمة : طبيعي إذا أن تكون شخصا منحرفا "صايع" هذا طبع سكان زاوية الدهماني و ليس مثلنا سكان فشلوم فنحن راقون و متحضرون
دار في ذهن الفتاة شيء واحد : أنا أيضا كنت من سكان زاوية الدهماني و ما تقولينه ليس صحيحا .. و لكنها فضّلت الصمت  فرغم كل شيء كانت هذه المعلمة تحبها و تعاملها جيدا



No comments:

Post a Comment