Thursday, 2 May 2013

أعتذر يا طفلتي

كان يوما جميلا ، كان معتدل الجو ذو نسيم بارد قليلا ، جلست في تلك الحديقة المتواجدة قرابة شاطئ البحر ، كانت حديقة جميلة ، كم تأملت في تلك الأزهار المتفتحة ذات الرائحة الزكية  ، كان الأخضر طاغيا على تلك الحديقة ، أغلقت عينيّ و أخذت نفسا عميقا ، بعد مدّة من الجلوس قررت العودة إلى المنزل

  جاء المساء ، جلست مُمسكة كوب قهوتي الساخن ، تذكرت مشوار اليوم للحديقة ،" كم بدت الحديقة جميلة " كان هذا ما أحاول إقناع نفسي بالتفكير فيه ، انها تلك الطفلة الصغيرة ، كم تبلغ تلك الطفلة من العمر ، أقدّر أنها في السادسة أو السابعة ، كم شعرت بالحزن لأجلها مرتدية كل ذلك السواد ، ملابس واسعة لا تستطيع الجري أو اللعب و هي داخلها ، هل تعلمون ما شعرته شعرت بألم يعتصر قلبي ، رأيت عيناها الحزينتين تنظر للأطفال الأخرين يلعبون أمامها و هي غير قادرة على اللعب و لا على الجري كل ما تملكه من طفولتها هو رؤية الأطفال يلعبون أمامها  

لقد أبكيتني يا طفلتي ، أشعرتني بالحزن ، أنا أسفة يا طفلتي ، أنا أسفة
أعتذر أنني لم أنقذك 
أعتذر على طفولتك التي لم تعيشيها
أعتذر على الأيام التي بكيتي فيها
أعتذر على كل دمعة نزلت من عينيك بسبب هذا التخلف
أنا أسفة حقا أنا أسفة

أنت يا طفلتي تشعرينني بضعفي ، تشعرينني بفشلي ، فأنا لم أنقذك ، لم أستطع 
توقدين في نفسي نار الحقد و الكراهية تجاه من أجبرك على ارتداء تلك الملابس ، نار تحرقني من الداخل 
كم تمنيت أن أستطيع أن أخذك من بين يديّ ذلك الظالم لأعلمك لأعطيك الحياة التي تستحقينها
كم تمنيت أن أنقذك ، و لكنني لم أستطع ، و لكنني لن أنساك ، سأعيش لأنقذ أمثالك ، ربما لم أنقذك و لكنني سأنقذ غيرك 

لن أقف مكتوفة اليدين مرة أخرى ، أرى فتيات مثلك يُظلمن و يُحرمن من أبسط حقوقهن

أنت يا طفلتي بكيت و أبكيتني ، و لكنك أضحكتي العديد من الفتيات الأخريات




No comments:

Post a Comment